في خطوة غير مسبوقة، وضعت الصين اللمسات الأخيرة على اللوائح التي تحكم الطريقة التي يمكن لشركات التكنولوجيا أن تستخدم فيها خوارزميات التوصية، مستهدفة السر وراء نجاح العديد من الشركات العملاقة في البلاد.
وستدخل القواعد، التي طرحت لأول مرة العام الماضي، حيز التنفيذ في الأول من مارس/آذار، حيث تواصل بكين دفعها لتشديد اللوائح على قطاع التكنولوجيا في الصين.
وتعد الخوارزميات ضرورية لكيفية عمل العديد من شركات التكنولوجيا، بدءًا من التوصية بالعناصر الموجودة على تطبيقات التجارة الإلكترونية للمستخدمين، وحتى التوصيات المتعلقة بمنشورات منصات الوسائط الاجتماعية.
وسيراقب المستثمرون ما إذا كانت هذه القواعد ستؤثر على نماذج أعمال الشركات، من علي بابا (Alibaba) إلى تينسينت (Tencent)، وكيف ستفرض الجهات التنظيمية القانون.
وفيما يلي بعض الأحكام الجديدة في لائحة الخوارزميات في الصين
وقالت كندرا شايفر، الشريك في شركة تريفيوم تشاينا الاستشارية في بكين، لشبكة سي إن بي سي (CNBC) "تعكس هذه التغييرات بعضًا من أكبر المخاوف عبر المجتمع الصيني اليوم، وهي التحكم في المحتوى عبر الإنترنت، وأزمة الشيخوخة السكانية، وشفافية شركات التكنولوجيا الكبرى، والسلوك المضاد للمنافسة، والسعي للخروج أمام المستقبل حيث تُستخدم الخوارزميات لتآكل الوحدة الاجتماعية أو تفاقم مشاكل السوق".
وفي حال مخالفة أو انتهاك القواعد يمكن تغريم الشركات ما بين 10 آلاف يوان إلى 100 ألف يوان (ما بين حوالي 1570 دولارًا و15740 دولارًا)، لكن تطبيق اللوائح التنظيمية الخوارزمية قد يؤدي إلى صدام بين المنظمين وشركات التكنولوجيا. ولكي يجد المنظمون الانتهاكات، قد يضطرون إلى فحص الكود وراء الخوارزميات.
وقالت شايفر "الخوارزميات هي أعمق سر لدى الشركة، وأثمن أصولها، والسماح للحكومة بالتنقيب فيها سيكون مشكلة".
وقال زيانغ فان، رئيس التجارة الرقمية في المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، لـ"سي إن بي سي" إنه "قد يكون لهذه القواعد تأثير أكبر على الشركات على المدى القصير، خاصة أن شركات التكنولوجيا الصينية تسرع في تفسير هذه القواعد وتنفيذها والامتثال لها، إلى جانب سلسلة من اللوائح التقنية الأخرى التي تم إقرارها مؤخرا".
وأضاف زيانغ "في الوقت نفسه، رغم أن هذه القواعد واسعة النطاق وبعيدة المدى، فإنها ليست حكماً بالإعدام مطلقًا على الشركات، فعلى المدى المتوسط والطويل، ليس من المستحيل أن تتمكن الشركات من تطوير حلول بديلة للامتثال للقواعد مع تلبية أهداف العمل المعدلة".
واللوائح الخاصة بالخوارزميات هي جزء من حملة استمرت لأكثر من عام من قبل بكين لتعزيز رقابتها على قطاع التكنولوجيا المحلي والسيطرة على قوة عمالقة الصين، والتي نمت إلى حد كبير دون عوائق لسنوات.
وأدخلت الصين العام الماضي قواعد مكافحة الاحتكار لشركات منصات الإنترنت، وقانونًا تاريخيًا لحماية البيانات، وقلصت من الوقت الذي يمكن للأطفال فيه لعب الألعاب عبر الإنترنت.
يمكن القول إن قواعد الخوارزمية الجديدة يمكن أن يكون لها القدرة على التأثير على نماذج أعمال شركات التكنولوجيا، نظرًا لأهميتها بالنسبة للطريقة التي تعمل بها هذه الشركات، رغم أن زيانغ هو من قال إنها ستتكيف على الأرجح على المدى الطويل.