منذ أيام، عرضت شركة شركة Citroen Egypt لصناعة السيارات إعلاناً دعائياً عن أحدث أنواع سياراتها «4 Citroen» في مصر، ب الفنان عمرو دياب.
أحدث الإعلان موجة من الغضب والسخرية واتهامات بالتحريض على التحرش.
شمل الإعلان عرض مميزات السيارة الجديدة، وأهمها خاصية Connected cam وهي كاميرا مدمجة عالية الدقة مصممة لالتقاط الصور، وتمر إحدى الفتيات –موديل- أمام السيارة أثناء قيادة بطل الكليب بالسيارة، ويقرر إلتقاط صورة لها، وفي المشاهدة التالية من الإعلان تصبح الفتاة صديقة له، وصاحب الإعلان صوت عمرو دياب الغنائي.
دونت كثير من التعليقات، وشارك العديد من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، الإعلان مهاجمين صُناعه، لما يحويه على تحريض لتصوير الأشخاص دون إذن منهم، وتحديداً السيدات، واصفين محتوى الإعلان أنه محرض على انتهاك خصوصية الآخرين.
ويمكن توظيف الخاصية في التحرش بالسيدات، لأن التحرش قانوناً –وفق قانون العقوبات- كل ما يتعلق بإتيان أمور او إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.
يقول عبدالفتاح يحيى، المحامي بالنقض والمستشار القانوني في مؤسسة قضايا المرأة المصرية: "تصوير فرد دون إذنه أمر مجرم قانونا لا يجوز التصوير دون إذن، ويتشدد القانون ويكون أكثر حزم عندما يكون الشخص داخل مسكنه، والقانون شدد على هذا الأمر حتى وإن وجدت جريمة واجب تصويرها، تكون المواد المصورة غير معتد بها قانوناً لأنها تمت دو إذن نيابة".
وأضاف: "تختلف عقوبة التصوير دوو إذن إذا اقترن بها إحدى أفعال التحرش المعروفة قانوناً، على سبيل المثال في حالة الفتاة التي أبلغت عن تصوير أحد الأشخاص لها دون إذن في مطار القاهرة، جرى توقيع عقوبة مشددة لأن فعل التصوير اقترن بالتحرش، أما في حالة واقعة التجمع الخامس وتصوير سيدة في شرفة منزلها، التعامل مع الفاعل مختلف لأن التصوير حدث لشخص داخل مسكنه ودون علمه أي تعدي على حُرمة الحياة الخاصة"، ويذكر أن واقعة المطار حكم على المتهم فيها بالسجن 3 سنوات مع الشغل والنفاذ وغرامة قدرها 20 ألف حنيه.
ويعد الاعتداء على حرمة الحياة لخاصة جريمة يعاقب عليها قانوناً وفق لنص المادتين 309 مكرر و309 مكرر "أ" إذ أنهما يجرمان الاعتداء على حرية الحية الخاصة عن طريق استراق السمع أو تسجيل المحادثات في أماكن خاصة أو عن طريق التليفون أو التقاط صورة شخصية في مكان خاص أو إذاعة هذه المواد.
وقررت الشركة سحب الإعلان؛ نتيجة للهجوم الذي وقع ضدها، ونشرت بيان توضح فيه موقفها، وجاء في نص البيان "تحرص شركة ستروين على مشاعر جميع المجتمعات التي تعمل بها ولا تتسامح الشركة مع التحرش بكافة أشكاله، نحن نتفهم التفسير السلبي لمشهد ظهر في أحدث إعلان تليفزيوني لسيارة 4 Citroen في مصر".
وذكر البيان "المشهد يسلط الضوء على خاصية Connected cam وهي كاميرا مدمجة عالية الدقة مصممة لالتقاط لحظات قيادة فريدة بالإضافة إلى تحسين سلامة قائد المركب والذي اعتبره البعض مشهدا غير لائق، لذا اتخذنا قرارا بسحب هذه النسخة من الإعلان التجاري من جميع منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بستروين ونقدم خالص اعتذارنا لكل من شعر بالاستياء من هذا المشهد".
بينما تضمن البيان الصادر باللغة الإنجليزية من الشركة الأم في فرنسا جملة مختلفة عما ذكر في البيان باللغة العربية: ""نحن نادمون بشدة ونتفهم التفسير السلبي لهذا الجزء من الإعلان."