الملاحظات الافتتاحية التي أدلى بها المدير العام للمنظمة في الإحاطة الإعلامية بشأن جائحة كوفيد-19 في 6 كانون الثاني/ يناير 2022

  • زمن:Sep 09
  • مكتوبة : smartwearsonline
  • فئة:ملابس ذكية

عام جديد سعيد!

يتيح فجر العام الجديد فرصة لتجديد استجابتنا الجماعية لتهديدٍ مشترك.

وآمل أن يسعى قادة العالم الذين أبدوا مثل هذا التصميم على حماية شعوبهم إلى توسيع نطاقه من أجل ضمان أن ينعم العالم بأسره بالأمان والحماية.

ولن تنتهي هذه الجائحة ما لم نقم بذلك!

في الأسبوع الماضي، طلبت من الجميع أن يتخذوا، بمناسبة العام الجديد، قرار دعم الحملة الرامية إلى تطعيم 70٪ من السكان في كل بلد بحلول منتصف عام 2022.

وعلاوة على ذلك، طلبت منهم أن يضمنوا توافر علاجات مبتكرة واختبارات موثوقة في جميع البلدان.

ولكي يتسنى إنهاء المرحلة الحادة من الجائحة، لابد أن نتقاسم الأدوات الفعالة للغاية التي يوفّرها لنا العلم مع جميع بلدان العالم على نحو عادل وسريع.

وقد كان عدم الإنصاف في مجاليْ اللقاحات والصحة عموما من أكبر إخفاقاتنا العام الماضي.

ففي حين أن بعض البلدان كان لديها ما يكفي من معدات الحماية الشخصية والاختبارات واللقاحات لتخزينها طوال هذه الجائحة، لا تتوفر لدى العديد من البلدان كميات كافية منها لتلبية الاحتياجات الأساسية أو تحقيق أهداف متواضعة، وهو أمر لم يكن ليرضى به أي بلد من البلدان الغنية.

ويتسبب عدم الإنصاف في مجال اللقاحات في هلاك الأرواح وفقدان فرص العمل وتقويض الانتعاش الاقتصادي العالمي.

وتبيّن محورات ألفا وبيتا ودلتا وغاما وأوميكرون أننا قد هيّأنا الظروف المواتية لظهور متحورات الفيروس، وهو ما يعزى جزئياً إلى ضعف معدلات التطعيم.

وأُبلغ في الأسبوع الماضي عن أكبر عدد من حالات الإصابة بكوفيد-19 منذ بداية الجائحة.

ونعلم بما لا يدع مجالاً للشك أن ذلك مجرد سوء تقدير لعدد الحالات الحقيقي لأن الأرقام المبلغ عنها لا تشمل ما تراكم من اختبارات غير منجزة في الفترة المحيطة بالأعياد، وعدد الاختبارات الذاتية الإيجابية غير المسجلة، ونظم الترصّد المرهقة التي فات عليها تسجيل العديد من الحالات في العالم.

وعلى الرغم من أن متحور أوميكرون يبدو أقل حدة من متحور دلتا، لا سيما لدى الأشخاص الذين تلقوا التطعيم، إلا أن ذلك لا يعني أنه ينبغي تصنيفه على أنه متحور "خفيف".

وعلى غرار المتحورات السابقة تمامًا، يتسبب أوميكرون في دخول الناس إلى المستشفى وإزهاق أرواحهم.

وفي الواقع، فإن تسونامي الحالات ضخم وسريع للغاية لدرجة أنه يتسبب في إرهاق النظم الصحية في العالم بأسره.

وأصبحت المستشفيات تعاني من الاكتظاظ ونقص الموظفين، مما يسفر عن وفيات يمكن الوقاية منها والتي لا تنجم عن مرض كوفيد-19 فحسب، بل أيضاً عن أمراض وإصابات أخرى بسبب تعذُّر حصول المرضى على الرعاية في الوقت المناسب.

وعلى الرغم من أن لقاحات الجيل الأول قد لا تُنهي جميع حالات العدوى وانتقال العدوى، إلا أنها لا تزال فعالة للغاية في الحد من دخول المستشفى والوفاة بسبب هذا الفيروس.

وبالإضافة إلى التطعيم، فإن التدابير الاجتماعية للصحة العامة، بما فيها ارتداء الكمامات على نحو ملائم، والتباعد الجسدي، وتجنب الحشود، وتحسين التهوية والاستثمار فيها، مهمة للحد من انتقال العدوى.

وإذا تواصل نشر اللقاحات بالوتيرة الحالية، سيتعذّر على 109 بلدان تطعيم 70٪ من سكانها تطعيماً كاملاً بحلول بداية يوليو/ تموز 2022.

ويكمن جوهر هذا التفاوت في أن بعض البلدان تتّجه نحو تطعيم مواطنيها للمرة الرابعة، في حين أن بلداناً أخرى لم تحصل حتى على ما يكفي من الإمدادات المنتظمة لتطعيم عامليها الصحيين وفئاتها السكانية الأكثر عرضة للخطر.

إن إعطاء جرعات معزّزة باستمرار في عدد صغير من البلدان لن ينهي الجائحة طالما أن مليارات الأشخاص لا يزالون بدون أي حماية.

ولكن، يمكننا بل ويجب علينا أن نعكس هذا الاتجاه. وعلى المدى القصير، يمكننا إنهاء المرحلة الحادة من هذه الجائحة بينما نستعد من الآن لمواجهة الجوائح المقبلة.

أولا، يجب أن نتقاسم بفعالية اللقاحات التي يجري إنتاجها.

ولم يكن الأمر كذلك طوال الجزء الأكبر من عام 2021، بيد أن الإمدادات زادت في نهاية العام.

وفي الوقت الراهن، من المهم أن يعلن المصنّعون والبلدان المتبرعة بالجرعات بشكل مبكر عن مواقيت تسليم الجرعات حتى يتسنى للبلدان المعنية الاستعداد بما فيه الكفاية لنشرها بفعالية.

ثانياً، دعونا نتبنّى نهج "لن يتكرر أبداً" في التأهب للجائحة وتصنيع اللقاحات بحيث أنه يُنتج الجيل القادم من لقاحات كوفيد-19 بشكل منصف بمجرد توافرها، وبالتالي لا تضطر البلدان إلى التسوّل للحصول على قلة قليلة من الموارد.

الملاحظات الافتتاحية التي أدلى بها المدير العام للمنظمة في الإحاطة الإعلامية بشأن جائحة كوفيد-19 في 6 كانون الثاني/ يناير 2022

وقدّم عدد قليل من البلدان مخططاً لكيفية إنتاج لقاحات عالية الجودة وغيرها من الأدوات الصحية بكميات كبيرة وعلى نحو سريع وتوزيعها بفعالية. ويلزم علينا الآن أن نسترشد بهذا المخطط.

وستواصل المنظمة الاستثمار في مراكز تصنيع اللقاحات والعمل مع جميع المصنّعين الراغبين في تقاسم الدراية والتكنولوجيا والتراخيص.

ويشجّعني التزام مبتكري بعض اللقاحات الخاضعة حالياً للتجربة بالتنازل عن براءات الاختراع وتقاسم التراخيص والتكنولوجيا والدراية.

ويذكّرني ذلك بجوناس سالك الذي فضّل عدم تسجيل لقاح شلل الأطفال الذي استحدثه، لينقذ بذلك ملايين الأطفال من المرض.

دعونا أيضاً نستثمر في نظم الصحة العامة والنظم الصحية التي نحتاج إليها من خلال الترصّد المحكم، والاختبارات الملائمة، وتعزيز القوى العاملة الصحية ودعمها وحمايتها، وتمكين السكان العالميين وإشراكهم ودعمهم، ونبني تلك النظم.

وأخيرا، أدعو مواطني العالم، بمن فيهم المجتمع المدني والمتخصصون في الشؤون العلمية وقادة قطاع الأعمال والاقتصاديون والمعلمون، إلى مطالبة الحكومات وشركات المستحضرات الصيدلانية بتقاسم الأدوات الصحية على الصعيد العالمي ووضع حد لدوامة الموت والدمار اللذين تسببهما هذه الجائحة.

إننا بحاجة إلى الإنصاف في مجال اللقاحات والعلاج والاختبار والصحة، ونحن بحاجة إلى أصواتكم للدفع نحو هذا التغيير.

الإنصاف، والإنصاف، ثم الإنصاف.

===

تصدق رسالة الإنصاف هذه على حالة البلدان أو الأقاليم التي تواجه أزمات إنسانية ومناطق النزاعات، أكثر من أي حالات أخرى.

ففي هذه المناطق، من الصعب للغاية التصدي للجائحة وإبقاء الخدمات الصحية على المسار الصحيح.

وتشكل إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية الشرط الأساسي لنجاح التدخل المنقذ للأرواح.

ونكون حاضرين في الميدان في جميع الأزمات الإنسانية، وقد تمكّننا في جميع الحالات من إيجاد سبل لإيصال المساعدات والإمدادات إلى السكان.

ففي أفغانستان، على سبيل المثال، أبلغ ما يزيد على ثلاثة أرباع المرافق الصحية حتى وقت قريب عن نفاد مخزون الأدوية الأساسية، وقد شكّل ذلك تهديداً لبقاء العاملين الصحيين في مناصبهم.

بيد أنه لغاية كانون الأول/ ديسمبر، تلقّى ما يزيد على 300 2 مرفق صحي إمدادات جديدة، فيما تلقّى 000 25 عامل صحي راتباً لقاء ضمان تشغيل النظام الصحي بنسبة 96٪ بفضل جهد مشترك بين منظمة الصحة العالمية واليونسيف.

===

في إثيوبيا، تمكّنت المنظمة من إرسال 14 طناً مترياً من الإمدادات الطبية إلى عفر و70 طناً مترياً إلى أمهرة في كانون الأول/ ديسمبر.

وفي تيغراي، لم يُسمح للمنظمة بتوزيع الإمدادات الطبية منذ منتصف تموز/ يوليو من العام الماضي.

وذلك على الرغم من الطلبات المتكررة للمنظمة بتوفير إمدادات طبية لمنطقة تيغراي، مما من شأنه أن يساعد على تلبية بعض الاحتياجات الإنسانية والصحية في هذه المنطقة.

وقد تمكّنت المنظمة وشركاؤها من إنقاذ الأرواح حتى في أصعب فترات النزاع في سوريا وجنوب السودان واليمن وغيرها من البلدان.

ومع ذلك، فإن الحصار المفروض على تيغراي بحكم الواقع يحول دون الحصول على الإمدادات الإنسانية، مما يتسبب في إزهاق الأرواح.

===

لقد أوضحتُ في بداية هذه الكلمة كيف أن العام الجديد هو وقت لتجديد استجابتنا.

وأحث جميع القادة وأصحاب المصلحة الرئيسيين في النزاعات على أن يتذكروا أن أولئك الذين يعملون على إحلال السلام هم الأبطال الذين سيتذكّرهم التاريخ.

إننا بحاجة إلى السلام من أجل الصحة والصحة من أجل السلام.

ولبناء الثقة وإنقاذ الأرواح، هناك نقطة انطلاق جيدة تكمن في ضمان فتح ممرات إنسانية وصحية في جميع مناطق النزاع بحيث يتسنى للوكالات الدولية ومنظمات المجتمع المدني القيام بما تحسن القيام به: إنقاذ الأرواح.

===

أتمنى لكل من يحتفل بعيد الميلاد الأرثوذكسي غداً أن يعمّ السلام والسعادة والصحة الجيدة في منازلهم.

أُعيد إليك الكلمة مارغريت.