أجبرت جائحة كورونا الموظفين في مختلف أنحاء العالم على العمل عن بعد، وقد أدركوا خلال هذه الفترة كمّ الوقت المُهدر في التنقل إلى المكاتب يوميا، وما يُمكن أن يُحدثه من فرق على المستويين المهني والشخصي إذا تمكنوا من استغلاله.
في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" (washingtonpost) الأميركية، يدافع الكاتب سيرجيو بيسانيا عن نموذج العمل عن بعد، مؤكدا أنه يمكن استغلال الساعات الضائعة في التنقل يوميا إلى المكاتب للقيام بأنشطة أخرى تجعل حياتنا أفضل.
كيف يُمكن استغلال ساعات التنقل للعمل؟
يقضي الموظف الأميركي نحو ساعة في التنقل إلى العمل يوميا، أي 250 ساعة سنويا، أو 10 أيام كاملة. وفي نهاية المشوار المهني، قد يصل الوقت الإجمالي للوقت المُستهلك في التنقل إلى العمل إلى عام كامل.
لنفرض أنك تستغل ساعة التنقل اليومية في تعلم لغة جديدة، إنه يُمكنك بعد عام واحد أن تتقن تلك اللغة تماما، ثم تبدأ بتعلم لغات أخرى، أو تحصل على حزام أسود في أحد الفنون القتالية، أو تتقن أي مهارة أخرى.
وكبديل لذلك الوقت، يمكن أيضا أن تزيد من ساعات النوم والراحة والتأمل وغيرها من الأنشطة. كما يكفي ذلك الوقت لمشاهدة أكثر من 150 فيلمًا على نتفليكس، أو أن تعيد مشاهدة الحلقات التسع لمسلسل "لعبة الحبار" 30 مرة.
وإذا كان البعض يفعل أشياء ممتعة أو مفيدة أثناء التنقل، فإنه يمكن -وفقا للكاتب- أن يجدوا أماكن أفضل للقيام بها بعيدا عن وسائل النقل، من خلال قضاء الوقت مع الأصدقاء، أو في البستنة، أو ممارسة الرياضة، أو الطهي، أو الحياكة، أو النوم. ويعد توزيع هذه الأنشطة على مدار الأسبوع أفضل طريقة للمحافظة على الفرص القيّمة التي أتاحها لنا الوباء، على حد تعبير الكاتب.
ويضيف أن إهدار الوقت لا يشكل الخسارة الوحيدة أثناء التنقل يوميا إلى العمل، بل يوجد أيضًا مخاطر التلوث والأموال التي نهدرها وفقدان الراحة التي نشعر بها عندما نعمل من المنزل بملابس غير رسمية.
وتعتبر وسائل النقل أكبر مساهم في غازات الاحتباس الحراري بالولايات المتحدة، كما يتراوح متوسط التكلفة السنوية للتنقل إلى العمل بين ألفين و5 آلاف دولار.
كما أن إنفاق 10 دولارات إضافية يوميًا على فنجان القهوة ووجبة الغداء، في العمل، يعني أنك تُنفق 2500 دولار سنويًا، في حين يكلف تناول الطعام في المنزل نصف ذلك المبلغ تقريبا.
وحسب الكاتب، هناك الكثير من الامتيازات الأخرى التي نجنيها من العمل في المنزل، مثل تقلص الحاجة إلى ارتداء الملابس الرسمية وغسلها، وقضاء المزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء والحيوانات الأليفة.
ورغم أن مقابلة الزملاء في المكتب يعدّ أمرا مفيدا وممتعا إلى حد ما، لكنه لا يعادل -وفقا للكاتب- سلبيات العودة إلى بيئة عمل مليئة بالحواجز التي تفرضها جائحة كورونا.